نظرية التنافر المعرفي
قبل نحو ستين سنة ، قدم عالم النفس الاجتماعي ( فيستينغر) ماسمي بنظرية ( التنافر المعرفي) وهي تعارض للافكار والمعتقدات مع السلوك الذي يقوم به الشخض.
والإنسان يسعى الى التوفيق بين توقعاته وبين وواقعه أو بين افكاره وسلوكه وبسبب هذا ، فإن الناس يعملون على التقليل من هذا التنافر لتحقيق حالة من التناغم بين معتقداتهم وتصرفهم وهذا التناغم بدوره يعمل على تخفيف حدة التوتر النفسي والضيق الناتج عن هذه الازدواجية .
مثال : خالد طالب في المرحلة الثانوية، يعلم جيداً ويعتقد ان الغش خطأ والدين الاسلامي نهى عن هذا الفعل إلا انه يعتمد على الغش في جميع إختباراته ، هنا تعارض السلوك مع الاعتقاد فأصبح لديه نوع من القلق والتوتر وهذا مايرتبط بفرضية أن التنافر المعرفي يولد ضغط وتوتر يدفعانه للغيير.
هنا قرر خالد أن يسعى ليعيد التفكير في هذا السلوك ومحاولة إيجاد اتفاق بين رأيه ومعتقده مع سلوكه
قد يلجأ خالد إلى ٣ طرق للتعامل مع هذا التنافر المعرفي :
١ - تغير السلوك والإدراك ( انا لن أغش في اختباراتي بعد الآن )ء
٢-تغيير الاعتقاد ليتناسب مع سلوكه ( الغش ليس خطا وانما هو وسيلة من وسائل المساعدة)ء
٣- التقليل من اهمية المسألة التي تسبب التنافر المعرفي او تجاهلها ( لايهمني إن كان هذا الفعل خاطىء أو صحيح المهم أني سأنجح )ء
مثال آخر : الشخص المدخن يعرف في الغالب أن التدخين مسبب للسرطان ، ولكن من أجل تجاوز هذا التناقض ؛ قد يلجأ الى إنكار المضار والتشبت بفوائد مزعومة للتدخين - كطرد الهموم والانتعاش- لإزالة التوتر وتخفيف التناقض بين مداركه وتصرفه وهذا يعتبر احد طرق التعامل مع التنافر المعرفي ومايسمى بتجاهل أو انكار أي معلومات تتعارض مع المعتقدات .
تعليقات
إرسال تعليق